«الصليب الأحمر»: انتهاكات القانون الدولي تتفاقم في ظل تصاعد النزاعات المسلحة حول العالم
«الصليب الأحمر»: انتهاكات القانون الدولي تتفاقم في ظل تصاعد النزاعات المسلحة حول العالم
نددت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مريانا سبولياريتش، بتفاقم انتهاكات القانون الدولي الإنساني في ظل تصاعد النزاعات المسلحة حول العالم محذرة من الأثر المدمر لهذه الانتهاكات على أرض الواقع، مشددة على ضرورة احترام الإنسانية كخطوة أولى لإحلال السلام.
وأوضحت سبولياريتش -في مقابلة مع وكالة فرانس برس نشرت السبت- أن هذه المبادئ الإنسانية غدت شبه منسية، خاصة في ظل الارتفاع غير المسبوق في عدد النزاعات الذي تجاوز 120 نزاعًا، مشيرة إلى نقص ملحوظ في الجهود المبذولة لحماية المدنيين.
وأكدت سبولياريتش أن "الزيادة الحادة في أعداد الضحايا المدنيين وأعداد النازحين غير مقبولة"، مطالبة باحترام أوسع وأعمق للقانون الدولي الإنساني.
الحد من المعاناة
ونوهت أن القانون الدولي الإنساني، المدون في اتفاقيات جنيف، يهدف إلى الحد من فظائع الحروب، من خلال حماية المدنيين والمنشآت المدنية، وفرض قيود صارمة على أساليب القتال وأدواته، وأشارت سبولياريتش إلى أن هذه القوانين تفرض "احترام المنشآت الطبية" ومعاملة الأسرى بإنسانية، فضلًا عن تأمين سلامة المدنيين عند إخلائهم وتوفير الطعام والماء والمأوى لهم.
وقالت سبولياريتش إن التدابير الإنسانية الواردة في اتفاقيات جنيف تهدف إلى الحد من معاناة المدنيين العبثية في الحروب، لافتة أن الصليب الأحمر سيعقد الأسبوع المقبل مؤتمرًا دوليًا بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ لتعزيز احترام هذه القوانين الدولية.
لا عودة إلى الخلف
وأوضحت أنه رغم أن احترام القانون الدولي الإنساني يجب أن يكون من المسلمات، فإن الواقع يشهد انتهاكات متزايدة؛ إذ إن جميع الدول وقعت على اتفاقيات جنيف التي تنص على الحفاظ على الإنسانية عند اندلاع النزاعات.
وأعربت سبولياريتش عن قلقها العميق إزاء تصاعد النزاعات، خاصة في الشرق الأوسط والسودان وبورما، حيث "انهارت أنظمة صحية برمتها"، متسائلة "ما الفائدة من استهداف الأهداف العسكرية إذا كان ثمنها معاناة المدنيين؟".
وأدانت سبولياريتش "الاستهتار بالقانون الدولي الإنساني" واعتباره عقبة يجب تجاوزها لتحقيق الأهداف العسكرية. وأشارت إلى أن أحد أكبر التحديات اليوم هو الاعتقاد بأن "القضاء التام على العدو" ضرورة حتمية، مؤكدة أن هذا الفكر يناقض روح القانون الدولي الإنساني، الذي يسعى للحفاظ على الإنسانية في كل الظروف.
وختمت سبولياريتش حديثها بتذكير بأهمية اتفاقيات جنيف التي أبرمت في عام 1949 لتجنب تكرار وحشية الحرب العالمية الثانية، قائلة: “لا نريد العودة إلى الخلف، ولا نريد العودة إلى وضع يدمر فيه طرف الآخر مهما كان الثمن”.
ويشهد العالم نزاعات وحروبا متعددة أبرزها حاليا النزاع الإسرائيلي مع حماس في غزة، والأزمة اللبنانية، والحرب الأهلية في السودان، والغزو الروسي لأوكرانيا.